الكلّيّة لفظا وحقيقة وحالا ، فكان صلىاللهعليهوآله هو تلك الكلمة ، كما أنّ لوح القرآن قرآن ومحلّ للقرآن ، فظهر فيه صلىاللهعليهوآله اسم الوهيّة الحقّ للممكنات والرحمة الرحمانيّة والرحيميّة ، وكان رحمة للعالمين بقول مطلق في المعنى الكلماتي ، وبهاء الحقّ وسنائه ومجده أو ملكه ، وآلاء الله على خلقه بنعيم ولاية الحقّ ، وإلزام العباد إيّاه ، والهوان على المخالفة في مقام معاني الحروف.
ولمّا كان هو صلىاللهعليهوآله محلّا لذلك الولاية والالزام والحكم بالهوان على المخالف ، صحّ نسبة الولاية إليه وإلى القائمين مقامه في ذلك ، كما أنّ صورة العلم إذا وجدت في ذهن الانسان نسبت إليه ، وكانت علما له عن قبل تلك الولاية عنهم أوصله إلى كلّ خير ، ومن أبي لزمه الهوان ، وهذه التسمّي بالتسمية ينسب إلى الحقّ نسبة الشيء إلى جاعله وموجده ، وإليه صلىاللهعليهوآله نسبة الشّيء إلى محلّه. فهذا روح نزول التسمية إليه ويطابقه المراتب النازلة إلى أن ينتهي إلى نزول اللّفظ عليه والوحي اللّفظي ، وظهور الكلمة من فمه المبارك في الخارج. فالبسملة أوّل السورة في كلّ مقام.
[في استحباب إتيان البسملة عند بدء كلّ أمر]
ومنها : أنّه ينبغي الاتيان بالبسملة عند افتتاح كلّ أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه ، ففي الكافي عن الصادق عليهالسلام قال :
«لا تدعها ولو كان بعدها شعر.» (١)
وفي المحاسن عنه عليهالسلام قال :
«إذا توضّأ أحدكم ولم يسمّ كان للشيطان في وضوئه شرك ،
__________________
(١) الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٧٢ ، ح ١ ، عن جميل بن دراج ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ ونور الثقلين ، ج ١ ، ص ٦ ، ح ١٥.