من إحدى اثنتين : إمّا بلوغ حاجته في الدنيا ، وإمّا يعدّ له عند ربّه ويدّخر لديه ، وما عند الله خير وأبقى.» (١)
وفيه تأييد لما قدّمناه من كيفيّة الاستعانة باسم الله ، كما يظهر من ذلك البيان المتقدّم السرّ فيما نحن فيه ، وسيأتي فيما بعد ما يظهر منه تتمّة كلام تتعلّق بأطراف المقام ـ إن شاء الله تعالى ـ.
[نزول البسملة على الأنبياء ورفع شدّتهم بها]
ومنها : أنّه روى النيشابوري مرسلا عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال :
«لمّا نزلت (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أوّل ما أنزلت هذه الآية على آدم قال : أمن ذرّيّتي من العذاب ما داموا على قرائتها ، ثمّ رفعت فانزلت على إبراهيم ـ صلوات الله عليه ـ ، فتلاها فهو في كفّة المنجنيق ، فجعل الله عليه النار بردا وسلاما ، وثمّ رفعت بعده فما أنزلت إلا على سليمان وعندها قالت الملائكة : الآن تم والله ملكك ، ثم رفعت فأنزلها الله تعالى عليّ ، ثمّ تأتي أمّتي يوم القيامة وهم يقولون : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فاذا وضعت أعمالهم في الميزان ترجّحت حسناتهم.» (٢)
__________________
(١) التوحيد ، باب معنى «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» * ، ص ٢٣١ ، ح ٥ ، عن على ابن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عنه ـ عليهالسلام ـ ، وهكذا في تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ص ٨ و ١٠ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ص ٢٣٢ ، ح ١٤ ، وص ٢٤٠ و ٢٤٤ ، ح ٤٨.
(٢) تفسير النيشابورى ، ج ١ ، ص ٢٦.