المتأخّرين (١) فقال :
«الحمد هو الثناء على ذي علم بكماله ، ذاتيّا كان ؛ كوجوب الوجود والاتّصاف بالكمالات ، والتنزّه عن النقائص ، أو وصفيّا ؛ ككون صفاته كاملة واجبة ، أو فعليّا : ككون أفعاله مشتملة على حكمة فأكثر تعظيما له.»
[الفرق بين الحمد والشكر]
والشكر أعمّ من الحمد من وجه ؛ إذ هو على النعمة الواصلة على الشاكر خاصّة ، إمّا باللّسان أو بالقلب أو بالجوارح ؛ قال الشاعر (٢) :
أفادتكم النعماء منّي ثلاثة |
|
يدي ولساني والضمير المحجبا |
وسيأتي بيانه في محلّه ـ إن شاء الله تعالى ـ.
[أقسام الشكر]
وأمّا ما رواه القمّيّ في الحسن بأبيه عن الصادق عليهالسلام في قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ) أنّه قال : «الشكر لله» (٣) ، ويوافقه ظاهر مساق الرواية المتقدّمة ، فالظاهر أنّ المراد من الشكر فيه الشكر باللّسان فقط وهو على قسمين : أحدهما إظهار النعمة الواصلة إلى الشاكر باللّسان ، وثانيهما مطلق الثناء على المنعم لأجل كونه منعما
__________________
(١) هو : السيد عليخان المدني (قده) شارح صحيفة سيد الساجدين ـ عليه آلاف التحية والسلام ـ ، وقد ذكر هذا الكلام في شرحه عليها عند شرح دعائه ـ عليهالسلام ـ في التحميد لله عزوجل.
(٢) راجع مجمع البحرين.
(٣) القمي ، ج ١ ، ص ٢٨ ، عن أبي بصير ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ص ٢٢٩ ، ح ٥.