وفصّل في محلّه (١).
ويؤيّد التعميم ما ذكر في كلام الاصوليّين من أنّ حذف المتعلّق يفيد العموم ، وإذا عمّمنا الحمد للسان الحال والمقال شمل جميع الاشياء ؛ إذ ما من شيء إلا ويسبّح بحمده ، كما نصّ عليه في القرآن (٢) ، إن جعلت التحميدات بألسنة الاحوال وإلا بأن أثبتنا لها ألسنة على حسبها ناطقة بالثناء على ربّها فالشمول أوضح من دون حاجة إلى التعميم.
وعن بعض المحقّقين (٣) : «التعميم المذكور لإدخال حمد الحقّ سبحانه نفسه ، وذلك حيث بسط بساط الوجود على ممكنات لا تعدّ ولا تحصى ، ووضع عليه موائد كرمه الّتي لا تتناهى ، فكلّ ذرّة من ذرّات الوجود لسان ناطق عنه بحمده ، ومثل هذا الحمد لا يطيق به نطاق النطق ، ومن ثمّ قال صلىاللهعليهوآله : لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك» كذا قرّر.
وله وجه عند تجريد معنى الحمد عن الخصوصيّات الّتي يعتبر فيه أهل العرف بالنظر الظاهريّ.
ربّ العالمين
في الرواية المتقدّم صدرها عن القميّ عن الصادق عليهالسلام فيه أنّه قال :
«خلق (٤) المخلوقين (٥).»
__________________
(١) راجع خبر الصدوق (ره) عن النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ في ص ٢١٤.
(٢) قال الله تعالى في سورة الاسراء ، آية ٤٤ : «وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ.»
(٣) هذا القول نقله السيّد عليخان المدني (ره) في الرياض ، في شرح دعائه ـ عليهالسلام ـ في التحميد لله عزوجل (د ١) عن بعض المحقّقين ، فراجع.
(٤) في بعض النسخ : «خالق».
(٥) راجع تعليقة ٣ ص ٢٧٠.