وفي العيون وتفسير الامام عليهالسلام عن أمير المؤمنين عليهالسلام :
«يعني : مالك الجماعات من كلّ مخلوق وخالقهم ، وسائر (١) أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون ؛ يقلّب الحيوانات في قدرته ، ويغذوها من رزقه ، ويحوطها بكنفه ، ويدبّر كلّا منها بمصلحته ، ويمسك الجمادات بقدرته ، يمسك ما اتّصل منها من التهافت ، والمتهافت عن التلاصق ، والسماء أن تقع على الارض إلا باذنه ، والارض أن تنخسف إلا بأمره.» (٢).
[معنى كلمة الربّ واشتقاقها]
أقول : ذكر جماعة أنّ الربّ هنا بمعنى «المالك» ، وقال في الصحاح : «ربّ كلّ شيء مالكه ، والربّ اسم من أسماء الله عزوجل ، ولا يقال في غيره إلا بالاضافة. وقد قالوه في الجاهلية للملك ـ إلى أن قال : ـ ورببت القوم : سستهم أي : كنت فوقهم ؛ قال أبو نصر : «هو من الربوبيّة.» ومنه قول صفوان : «لان يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّنى رجل من هوازن. وربّ الضيعة أي : أصلحها وأتمّها. وربّ فلان ولده يربّه ربّا ، وربّبه وتربّبه بمعنى أي : ربّاه. والمربوب المربّى.» واستشهد عليه ببعض الابيات.
وذكر غيره للربّ معنى المالك والمدبّر والسيّد والمربّي والمنعم والصاحب وغيرها (٣).
__________________
(١) استظهر المؤلف (قده) أن تكون الكلمة «سائق» ، ويوافقه بعض النسخ.
(٢) راجع تعليقة ١ ص ٢٦٨.
(٣) راجع مجمع البحرين والنهاية.