هذا ، ولو جعلنا الربّ هنا بمعنى المالك دلّت الكلمة على لوازم المالكيّة وآثاره من الامور المذكورة بالالتزام. فانّ الملكيّة بمعنى السلطنة يقتضي ظهور آثار المسلّط على المسلّط عليه ، فيندرج فيه ما ... (١).
وهذا أحد الوجهين في الرواية الثانية ، والآخر منهما الوجه السابق بأن يكون ذكر المالك مدلولا إلتزاميّا ذكر توطئة لبيان الربوبيّة أو غير ذلك.
والظاهر أنّ الربّ صفة مشبّهة بمعنى اسم الفاعل لا مصدر وصف به للمبالغة كالعدل ، وإن كان هذا أيضا جائزا.
[معنى العالم وعدد العوالم]
و «العالم» اسم موضوع للجمع كالانام والرهط ، وهو ما يعقل من الملائكة والثقلين عن ابن عباس والاكثرين (٢). وقال بعضهم : «كلّ ما علم به الخالق من الجواهر والاعراض» (٣) ، كقوله تعالى : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ* قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا.)(٤)
فعلى الاوّل مشتقّ من العلم وخصّوا بالذكر للتغليب ، وعلى الثاني من العلامة ، وجمع ليشمل كلّ جنس ممّا سمّي به ، وجمع بالواو والنون تغليبا لما فيه من صفات العقلاء ، كذا قرّره بعضهم (٥).
وحينئذ فالظاهر أنّ كلّ جنس من ذوي العلم وغيرهم ، أو ممّا يعلم به الخالق أخذ عالما ، وجمع ليفيد شمول اللفظ لجميعها لما تقرر في محلّه من إفادة
__________________
(١) سقط هنا كلمة من المخطوطة في التجليد.
(٢) راجع التبيان والمجمع والدر المنثور وغيرها من التفاسير.
(٣) راجع الكشاف ، ج ١ ، ص ٨ ،
(٤) الشعراء / ٢٣ ـ ٢٤.
(٥) الكشاف ، ج ١ ، ص ٨ ؛ ورياض السالكين ، د ١٢ ، ص ١٤٩.