الدنيا إلى الآخرة.» كذا أفاده بعض العلماء العارفين ، ولكن لا يطمئنّ به النفس بعد خروجه عن ظاهر اللّفظ ، وهو أعلم بما قال. لكنّا لم نجده دليلا على حصر العوالم العرضيّة والطوليّة إلا في ضمن الاجناس الكلّيّة. فمن المحتمل حينئذ وصول عدد العوالم إلى العدد المذكور ، بل جميع الاعداد الواردة في الاخبار ؛ إذ يصحّ أن يكون لأمر عددا باعتبار ، وآخر باعتبار آخر ؛ مثلا : يمكن أن يعدّ السموات جميعها عالما واحدا فيقال عالم السّماء وأن يعدّ كل منها عالما مستقلّا لما بينها من البينونة والبعد في المرتبة.
[إشارة إلى علم الهيئة وعالم الكبير والصّغير]
وممّا يكسر سورة استبعاد وجود عوالم كثيرة بالمعنى الظاهري ملاحظة قانون الهيئة الّتي أسّسها أهل الافرنج ـ خذلهم الله تعالى ـ بمؤنة الآلات القويّة ، الّتي وجدت عندهم ولم تكن يصل إليها أيدي الحكماء السابقين.
والّذي نقل عنهم على ما ببالي أنّهم يعتقدون أنّ كلّ كوكب من الكواكب السيّارة غير القمر والشمس أرض كأرضها ، تدور حول الشمس والشمس كالمركز لها ، وزادوا على السيارات المعروفة سيارتان كبيرتان يسمى إحديهما «أورانوس» والآخر «نبطون» ، ووجدوا أيضا سيّارات صغار كثيرة يمتنع إدراكها إلا بتوسّط الآلات المعدّة لهذا الشأن ، ويجعلون لكلّ واحد من السيّارات الاول ثمانية أقمار إلى واحد أو اثنين تدور تلك الاقمار على تلك الاراضي ، كما أنّ لأرضنا هذه قمرا يخصّه ، وأنّ كلّ كوكب من الكواكب الثابتة شمس كشمسنا هذه في فضاء غير متناه مع اختلافها في القرب من شمسنا والبعد منها ، وكلّما كان أبعد كان جرمه في أبصارنا أصغر ، فيستظهرون من ذلك أن يكون لكلّ كوكب منها أراضي حولها كالاراضي الّتي لشمسنا هذه. وحينئذ فيكون أصل الاراضي خارجة عن حدّ