الاحصاء فضلا عن الانواع الواقعة في كلّ منها.
وليس غرضي من إيراد هذا المجمل الاذعان لهم في ذلك ، بل لمجرّد رفع استبعاد من آنس بالهيئة السابقة حتّى صار قواعده في الاصول الكلّيّة كالقطعيّات عنده ، وخصوصا بملاحظة ما وصل إلينا من الاخبار من طرقهم من أنّ جملة ممّا كان يعتقده السابقون كان خطاء ظهر خطائه بالحسّ بتوسّط الآلات الّتي عندهم ، وبملاحظة ما ينقل لنا منهم لا يبقى وثوق بقواعد السابقين في كثير من مسائل الهيئة ولا بقواعدهم ، بل هي أبعد من الوثوق منها لما نقل إلينا من استنباطات لهم لا يساعدها الذهن السليم.
والّذي أعتقده اشتمال كلام الفريقين على الحقّ والباطل ، كما هو شأن الانسان إلا إذا عصمه الله ، هذا.
واعلم أنّ كلّ فرد من أفراد الانسان عالم صغير مشتمل على انموذج ممّا في العالم الكبير من الجواهر والاعراض ، والمجرّدات والمادّيّات ، فعلا أو قوّة ، كما نسب إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال (١) :
وتزعم أنّك جرم صغير |
|
وفيك انطوى العالم الاكبر |
وذكر الحكماء أنّ : «النفس الانسانيّة إذا كملت صارت عالما عقليّا مضاهيا للعالم الحسّي.» وقد ورد عنهم إطلاق لفظ القرية على الانسان أو تأويلها به.
[في أنّ الرّبوبيّة منحصر في الله سبحانه وبيان اشتمالها لجميع الموجودات]
ثمّ ان إضافة الرب إلى الجمع المحلّى وحذف متعلّق الربوبية ربما تفيد أنّ وصف الحقّ بالربوبيّة لكلّ فرد من العوالم من كلّ جهة من جهات الربوبيّة ،
__________________
(١) ديوان الامام عليّ ـ عليهالسلام ـ ، ص ٥٧.