[علّة تكرار آية (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)]
(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
ولعلّ تكريرهما للتّنبيه بهما في جملة الصفات المذكورة لاستحقاقه الحمد ، أو لافادة التأكيد وبسط رجاء العباد في رحمته ، أو لأنّ الرحمتين في البسملة مأخوذتان في حدّ نفسيهما كلّيّتين من دون اعتبار نزولهما وظهورهما في المرحومات ، ومن أجله إتّصلتا بكلمة الجلالة على وجه التابعيّة لهما من دون لحاظ متعلّق لهما ، وهيهنا اعتبرنا في مقام الظهور والتعلّق بالمرحومات باعطاء كلّ ذي حقّ حقّه ، ولذا تأخّرنا عن ربّ العالمين المذكور فيه المتعلّقات ، وصار من جملة الاوصاف الّتي وقعت في حيّز الحمد المختصّ بالنعمة ، أو الجميل الاختياري على ما سبق.
وفي حديث صلاه المعراج المتقدّم صدره :
«... ثمّ قال له : أحمدني (١). فقال : الحمد لله ربّ العالمين.
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله في نفسه شكرا.
فقال الله : يا محمّد صلىاللهعليهوآله ، قطعت حمدي فسمّ باسمي. فمن أجل ذلك جعل في الحمد (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) مرّتين ـ الخ.» (٢)
وكون الشكر قاطعا للحمد إمّا باعتبار أنّ الشكر إنّما يقع من العبد في مقابل نعمة الحقّ عليه بخلاف الحمد حيث يصحّ صدوره من الحقّ ومن العبد ، والملحوظ في الاوّل حال العبد بالنسبة إلى الخلق ، وفي الثاني وصف الحقّ
__________________
(١) في بعض النسخ : «حمّدنى».
(٢) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ٣ ص ٢٦٢.