المقدّمة الثّانية
في ذكر جملة ممّا جاء في المنع من تفسير القرآن
بالرأي ، وما يترائى منه بترك تفسيره بغير ما ورد
عن أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ ، وأنّ من عداهم
لا يعلمون شيئا منه ، وما أشبه ذلك ، وتحقيق ذلك
[نبذة من الروايات التي تدلّ على أنّ علم القرآن كلّه عند أهل البيت عليهمالسلام]
قال الله سبحانه بعد ذكر أنّ من آيات الكتاب محكمات :
(هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا.)(١)
وقوله تعالى : (وَالرَّاسِخُونَ) يحتمل كونه معطوفا على اسم الجلالة ، يكونون ممّن استثناهم عن عدم علم تأويله ، وهو الظاهر من جملة من الاخبار (٢). يحتمل كونه مبتدأ خبره «يقولون».
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه :
__________________
(١) آل عمران / ٧.
(٢) كما ذهب اليه جمهور علماء الشيعة ، وعقد محمد بن الحسن الصفار (ره) في بصائر الدرجات بابين أورد فيهما روايات تدل عليه ، فراجع الجزء الرابع ، باب ٧ و ١٠ والروايات في ذلك خارج عن حدّ الاحصاء ومن أرادها فليراجع التفاسير وكتب الحديث.