ويختلف الناس في المرور عليه ، كما يختلفون في القيام بوظائف الدين اليوم.
وهو مظلم يسعى الناس فيه على قدر أنوارهم ، كما أنّ أمر الدين في الدنيا كان مشتبها مظلما ، ولا يعمل أحد إلا بمقدار نور إيمانه ومعرفته.
[الأئمّة ـ عليهمالسلام ـ هم الصّراط ومعرفتهم معرفته]
ثمّ إنّ للدّين أصولا وفروعا وأخلاقا وأعمالا لو كان شخصا حسيّا وقالبا مرئيّا لكان أمير المؤمنين والائمّة عليهمالسلام ؛ لأنّهم عليهمالسلام في كلّ مقام منه كلّه قد استجمعوا جميع أنحائه ، ففي مقام الايمان والمعرفة هم كلّ الايمان والمعرفة ، وفي مقام كلّ خلق حسن هم الكاملون فيه ، بحيث لا يخرج عن صفاتهم شيء من ذلك الخلق ، بل كلّ ما كان زائدا على ما وجد فيهم فهو خارج عن العدالة ، وليس جزء من الدين ، وكذلك في مقام الاعمال ، فعملهم هو العمل المطلوب في الدين. ولو لم يكونوا كذلك لم يؤمر بالاقتداء بهم ، والاخذ بسنّتهم ، والتأسّي بهم.
فاذا كان الدين صراطا في الدنيا كان حقيقته وصورته الخارجيّة صراطا من عرفه واقتدى بهداه نجى ؛ لأنّ معرفته على هذا الوجه والاقتداء به هو الدين ، ولا يعرف الدين إلا من جهتها ، فالامام صراط باعتبار كونه صورة الدين وحقيقته الخارجيّة ، ومعرفته صراط ؛ لان معرفته كذلك معرفة الدين ، ومعرفة الدين هو الصراط ، والعمل به سلوك الصراط ، وهو الاقتداء بهم والاستنان بسنّتهم والاخذ بطريقتهم في كلّ مقام ؛ إذ كلّ شأن من شئونهم داخل في الدين ، وليس للدين شأن خارج عن شئونهم ، فهم أرباب الدين بقول مطلق.
ثمّ إنّ للانسان سيرا معنويّا إلى الله سبحانه يعبّر عنه بالسلوك إلى الحقّ ، يوصل الانسان إلى مقام الحقيقة ، وهو مشتمل على طيّ مسافة ومنازل معنويّة