والظاهر تبعيّته في كلّ ذلك للامام ، كما كان تبعا في الهداية السابقة ، فلا تغفل.
[أنحاء الهداية على ما ذكرها الشّيخ البهائيّ (ره)]
وقال شيخنا البهائي ـ قدّس الله نفسه ـ :
«واعلم! أنّ أصناف هدايته جلّ شأنه وإن كانت ممّا لا يحصر مقداره ولا يقدّر انحصاره إلا أنّها على أربعة أنحاء :
أولها : الهداية إلى جلب المنافع ودفع المضارّ ، باضافة المشاعر الظاهرة والمدارك الباطنة والقوّة العاقلة ، وإليه يشير قوله تعالى : (أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى). (١)
وثانيها : نصب الدلائل العقليّة الفارقة بين الحقّ والباطل ، والصلاح والفساد ، وإليه يشير قوله عزّ وعلا : (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ.)(٢)
وثالثها : الهداية بارسال الرسل وإنزال الكتب ، وإليه يومي قوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى.)(٣)
ورابعها : الهداية إلى طريق السير إلى حضائر القدس ، والسلوك إلى مقامات الانس بانطماس آثار التعلّقات البدنية ، واندراس أكدار الجلابيب الجسميّة ، والاستغراق في ملاحظة أسرار الكمال ، ومطالعة أنوار الجمال. وهذا النوع من
__________________
ـ عليهالسلام : «ليس العلم بكثرة التعلم ، انما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه.» أورده الشهيد الثاني ـ رفع الله درجاته ـ في منية المريد ، الباب الاول ، ص ٣٨ ؛ وقد علمت موضعه في الكشكول والبحار في تعليقة ٢ ص ٣٢٩.
(١) طه / ٥٠.
(٢) البلد / ١٠.
(٣) فصلت / ١٧.