في الرواية التالية للأخيرة.
ويمكن أن يكون ذلك باعتبار عدم قبولهم الولاية عن جهلهم بها ، وإن كانوا معاندين في جحد النبوّة لكنّهم ضالّون عن الامامة ؛ إذ من لم يدخل تحت الدين كيف يظهر له صحة الولاية ، بل لعلّ كثيرا منهم لم يتصوروا الولاية نفيا وإثباتا لبعدهم عن الاصل. ويقرّب التقييد لسبق النصّاب ، وبه يجمع بينها وبين الرواية الاولى.
[علّة عدوله سبحانه عن إسناد الغضب إلى نفسه]
هذا ، ولعلّ في عدوله سبحانه عن إسناد الغضب إلى نفسه جلّ شأنه مع التصريح باسناد مقابله وهو الانعام إليه سبحانه تشييدا لمعالم العفو والرحمة ، وتأسيسا لمباني الجود والكرم ، حتّى كأنّ الصادر عنه هو الانعام لا غير ، مع أنّ قضيّة المقابلة أن يقول غير الّذين غضبت عليهم كجملة من المواضع الّتي جمع فيها الخير والشرّ مع التفكيك بينهما.
وأيضا نسبة الخير إلى الله سبحانه ابتدائيّ ؛ لأنّه مقصود لنفسه ، ونسبة خلق الشرّ إليه باعتبار صدور سبب اقتضى خلقه وهو تبعيّ ، فالموجب لوقوع الشرّ هو سوء حال العبد ، والموجب للخير هو صفات الربّ وعنايته ورحمته ، كما ورد في دعاء التوجّه على ما ببالي :
«والخير في يديك ، والشرّ ليس إليك» (١).
ولعلّك تعرف التفصيل في المواضع المناسبة ـ إن شاء الله تعالى ـ.
__________________
(١) رواه الكليني (ره) في الكافي ، ج ٣ ، باب افتتاح الصلاة ، ص ٣١٠ ، ح ٧ ؛ والشيخ (ره) في التهذيب ، ج ٢ ، باب كيفية الصلاة ، ص ٦٧ ، ح ١٢ ؛ وهكذا في الوسائل ، ج ٤ ، باب ٨ من أبواب تكبيرة الاحرام ، ص ٧٢٣ ، ح ١.