الّذي هو مبدء الخير والجود. والسبعين لكونه كاملا في الكثرة ، أو أخذ كلّ عشرة واحدا كما هو المعهود.
ويؤيّد كون قرائتها شفاء للأمراض الظاهريّة شفائه للأمراض الباطنيّة إذا تليت حقّ تلاوتها. ويظهر تفصيل ذلك ممّا قدّمناه هنا وفي أوّل الكتاب ، فراجع. (١)
[اسم الله الأعظم مقطع في أمّ الكتاب]
وفي ثواب الاعمال باسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال :
«إسم الله الاعظم مقطّع في أمّ الكتاب.» (٢)
وربّما يظهر الوجه فيه ممّا قدّمناه في البسملة والآيات الثلاثة الاول بمنزلة التفصيل للاسم الاعظم والحروف المقطعة بالنسبة إلى الكلمة ، فكما أنّ الكلمة بوحدتها جامعة للحروف وهي أجزاء لها ، كذلك الاسماء الخمسة بمنزلة الاجزاء للاسم الاعظم الّذي هو الكلمة التامّة والاركان لها ، وقول (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) بمنزلة البيان لكلمة الجلالة على ما سبق من معناها ، و (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) بمنزلة البيان لربّ العالمين وقيام بموجبه ، وطلب الهداية قيام بموجب الاقرار بالرحمة ، وذكر الطوائف الثلاثة بمنزلة التفصيل لمالك يوم الدين أو ملكه.
ومن هذا البيان يظهر شدّة ارتباط الآيات واتّصال بعضها ببعض ، وكلّ ذلك من آثار ذلك الاسم الاعظم وشؤونه ، فهو مقطّع فيها.
__________________
(١) المقدمة الاولى ، ص ٢٦.
(٢) ثواب الاعمال ، ص ١٣٠ ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، عن أبيه ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ وأيضا رواه العياشي (ره) بهذا الاسناد في تفسيره ، ج ١ ، ص ١٩ ، ح ١ ؛ وهكذا في البحار ، ج ٩٢ ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ص ٢٣٤ ، ح ١٦.