[ما من شيء في القرآن إلّا وهو في سورة الحمد]
وعن العلل باسناده عن الرضا عليهالسلام (١) :
«فان قال قائل : فلم بدء بالحمد في كلّ قرائة دون سائر السور؟ قيل : لانّه ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد ، وذلك أنّ قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) إنّما هو أداء لما أوجب الله على خلقه من الشكر ، وشكر (٢) لما وفّق له عبده للخير.
(رَبِّ الْعالَمِينَ) تمجيد له وتحميد ، وإقرار بأنّه هو الخالق المالك لا غير.
(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) استعطاف وذكر لربّه (٣) ونعمائه على جميع خلقه (٤).
(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) إقرار له بالبعث والحساب والمجازات ، وإيجاب له ملك الآخرة ، كما أوجب له ملك الدنيا.
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ) رغبة وتقرّبا إلى الله ، وإخلاصا له بالعمل دون غيره.
(وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) استزادة من توفيقه وعبادته ، واستدامة لما أنعم الله عليه ونصره.
__________________
(١) قال المؤلف (ره) في الهامش : «لا يبعد كون ألفاظ هذه الرواية من الفضل بن شاذان والمعنى مأخوذ من كلام الامام ـ عليهالسلام ـ.»
(٢) في العيون : «شكره».
(٣) في العيون والبحار : «لآلائه».
(٤) خ. ل : «صفته».