القرآن (١) ، فانّه مشتمل على مقصد واحد من المقاصد الثلاثة ، وهو وصف الحقّ ونعته الّذي هو أشرف المقاصد الثلاثة ، هذا.
[الفاتحة أشرف ما في كنوز العرش]
وفي بعض الروايات عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّ :
«فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش.» (٢)
وفي الصافي في رواية أنّها : «من كنوز العرش.» (٣)
ويحتمل أن يراد بالعرش هنا عرش العلم ، كما هو أحد إطلاقاته ، فيستقيم المعنى بلا كلفة ؛ وأن يراد العرش المعهود ، وحينئذ فكونها من كنوزه باعتبار بعض مقامات حقيقة القرآن.
__________________
(١) هذا المعنى قد ورد في روايات كثيرة ؛ منها : ما أورده الكليني (ره) في الكافي ، ج ٢ ، باب فضل القرآن من كتاب القرآن ، ص ٦٢١ ، ح ٧ ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ ، قال : «كان أبي ـ صلوات الله عليه ـ يقول : «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ» ثلث القرآن.»
ومنها : ما رواه الصدوق (ره) في الاكمال ، عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ كما في الصافي ، ج ٢ ، ص ٨٦٦ ، قال ـ عليهالسلام ـ : «من قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرّتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله.»
(٢) رواه الصدوق (ره) في الامالي ، المجلس الثالث والثلاثون ، ح ٢ ؛ والعيون ، ج ١ ، باب ٢٨ ، ص ٢٣٥ ، ح ٦٠ ؛ وهكذا في مجمع البيان ، ج ١ ، ص ١٨ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ص ٢٢٧ ، ح ٥.
(٣) الصافي ج ١ ، ص ٥٦.