والتهمة عنه؟ بل الكلام الّذي استقرّ فيه الريب هو ما يكون متّصفا بأضداد صفاته.
وكذا إذا لوحظ في المريب معنى اضطراب النفس إذ الكلام المشتمل على ما يسكن به النفس بحقيقته ، ويوجب الاطمينان ورفع القلق عن النفس في جميع الشؤون عند استقراره في القلب ، كيف يتأمّل في نفي استقرار الريب فيه؟ وإنّما الّذي أوجب الريب في المرتابين ما استقرّ في نفوسهم الخبيثة من العوج والانحراف وما غشي أعينهم من أغشية الهوى والعصبيّة ، والميل إلى الباطل ، والاعراض عن التأمّل في الكتاب.
وكيف يصحّ التأمّل في نفي الريب في الشمس الطالعة ، مع أنّ العميان والمسجونين في السجن المظلم ، لا يرونه ويتردّدون فيه ، مع ظهور أمر القرآن ما أقوى منها لأولي البصائر؟
وربّما نذكر جملة من وجوه ذلك فيما سيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ.
[في معنى الهداية وأنّ المتّقين هم المهتدون وهم الشّيعة]
(هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)
عن الصدوق باسناده عن الصادق عليهالسلام أنّه قال في الاية : «بيان لشيعتنا.» (١) وروى العيّاشي عنه عليهالسلام فيه أنّه قال : «المتّقون شيعتنا.» (٢) وقد تقدّم صدره.
والاوّل أيضا باسناده عن يحيى بن أبي القاسم قال :
«سألت الصادق عليهالسلام عن قول الله عزوجل «الم» إلى قوله
__________________
(١) راجع تعليقة ١ من ص ٣٥٧.
(٢) راجع مصادر روايته الاخيرة المذكورة في ص ٣٩٣ ، تعليقه ١.