الاخبار ذكره ، وقد مرّ في عبارة القمي ذكر بعضها على الظاهر المنساق من العبارة من كونه رواية.
وحينئذ فيشبه أن يكون نسبته إلى ذلك الجسد المفروض نسبة روح الانسان إلى جسده ، وهو من أعظم مواهب الله سبحانه لمن يشاء من عباده ، كما أن إعطاء الروح لجسد الانسان أعظم مواهب الانسان.
ويشبه أن يكون طريق تحصيله تكميل الجسد ، فيكون معدا لحصول الروح فيه من طرح الحق ، كما أنّ كمال الجسد في الحيوان معدّ لنفخ الروح فيه ، وكما يكون الحيّ حيّا بالروح ، كذلك المؤمن حياة إيمانه بذلك الروح. ولعلّ تلك الحياة الايمانية المعنوية هو المراد بالحياة الطيبة في قوله سبحانه : (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً)(١).
وهذا كلام إجمالي في الايمان بقول مطلق ، ولعل كثيرا من التفاصيل تذكر متفرقة في المواضع المناسبة ـ إن شاء الله تعالى ـ.
[في أنّ الغيب هو الامام الغائب ـ عجّل الله تعالى فرجه الشّريف ـ]
ثم الظاهر أن قوله تعالى : «بالغيب» صلة للايمان ، فيكون هو المؤمن به ، وإن أمكن كونه في موضع الحال ، أي يؤمنون ملتبسين بالغيب ، أي : غائبين عن المؤمن به ، أو عن الناس خلاف المنافقين ، المظهرين للايمان في حضور المسلمين فقط ، فيكون نظير قوله تعالى : (يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ)(٢) وقوله : (لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ)(٣) على الظاهر فيهما. وعلى الاول فالظاهر أن المراد بالغيب كلّما غاب عن الحواس ، وخفي عن المدارك البشرية مما يتعلّق به الايمان من معرفة المبدء والمعاد
__________________
(١) النحل / ٩٧.
(٢) الانبياء / ٤٩ ؛ وفاطر / ١٨ ؛ والملك / ١٢.
(٣) يوسف / ٥٢.