عزوجل ، وإلى كرامته وغفرانه ، وعفوه ورضوانه» (١).
وهذه كلّها أرباح تكتسب في سوق الله سبحانه ، فكأن الاشتغال بالصلاة دخول في السوق لأجل اكتساب هذه الذخائر النفيسة. فاطلاق الاقامة على الاتيان بالصلاة لعلّه لكونه إقامة لهذا السوق ، وجعلها نافقة غير كاسدة مرغوبا فيها بخلاف المعرض عن هذا السوق ، حيث جعلها كاسدا لا ينفق ، مرغوبا عنها ؛ إذ لم يشتغل بالاكتساب وضيّع السوق. وحينئذ فإقامتها إنما يتم إذا أتيت بها على وجه يكون محصّلا لتلك الذخائر ، فيعتبر فيه استجماع الاجزاء والشرائط ، وارتفاع الموانع الصوريّة والمعنويّة في الصحّة والكمال ، فيكون على هذا أخصّ من التفسير المتقدم ، مشتملا عليه ؛ إذ الظاهر أنّ ترتّب تلك الغايات المذكورة على الصلاة منوط بأمور كثيرة قلّما يحصل للمصلّين.
[في معنى الرزق والانفاق]
(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)
عن العيّاشي والمجمع عن الصادق عليهالسلام :
«فيه : وممّا علّمناهم يبثّون» (٢).
وروى ابن بابويه باسناده عنه عليهالسلام مثله ، وزاد فيه :
«وممّا علّمناهم من القرآن يتلون» (٣).
__________________
(١) التوحيد ، باب تفسير حروف الاذان والاقامة ، ص ٢٤١ : والمعاني ، باب معنى حروف الاذان والاقامة ، ص ٤١ ؛ والبحار ، ج ٨٤ ، باب الاذان والاقامة ، ص ١٣٤ ، ح ٢٤.
(٢) في بعض النسخ : «ينبئون» والحديث في العياشي ، ج ١ ، ص ٢٥ ، ح ١ ؛ ومجمع البيان ، ج ١ ، ص ٣٩ ؛ والصافي ، ج ١ ، ص ٥٩ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٥٣ ، ح ٢.
(٣) المعاني ، باب معنى الحروف المقطعة ، ص ٢٣ ، ح ٢ ، عن أبي بصير ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٥٣ ، ح ٣.