[في معنى الآخرة واليقين بها ومن هم الموقنون]
(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ)
في تفسير القمي ، قال :
«بما أنزل من القرآن إليك ، وبما أنزل على الانبياء من قبلك من الكتب.» (١)
ويحتمل التعميم لكل ما نزل من شريعة أو وحي أو غيرهما.
(وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)
الآخرة تأنيث الآخر ، الذي هو نقيض الاول ، وهي صفة الدار ، كما قال سبحانه : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ)(٢). وهي والدنيا من الصفات الغالبة التي تستعمل كثيرا بلا موصوف كالصالحات.
والايقان إتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه. ولعلّ في تقديم «الآخرة» وبناء «يوقنون» على «هم» تعريضا بأهل الكتاب ، وبما كانوا من إثبات أمر الآخرة على خلاف حقيقته ، وأنّ قولهم ليس بصادر عن إيقان ، وأنّ اليقين ما عليه من آمن بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك.
ثم إنّ المراد بهؤلاء المؤمنين إمّا مؤمني أهل الكتاب ، الذين اشتمل إيمانهم على كل وحي نزل من عند الله سالفا ومترقبا ، سبيله سبيل السالف لكونه معقودا
__________________
(١) القمي ، ج ١ ، ص ٣٢ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٥٧.
(٢) القصص / ٨٣.