[في معنى الهداية والفلاح وأن المهتدين]
[والمفلحين هم المتقون]
(أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ)
منحوه من عنده وأوتوه من قبله. وهو إما اللّطف والتوفيق ، الّذي اعتضدوا به على أعمال الخير ، والترقي من الافضل إلى الافضل ، وإما الارشاد إلى الدليل الموجب للثبات على ما اعتقدوه ، والدوام على ما عملوه ، وإما الهداية الباطنية الموهوبة مجازاة على الايمان والاعمال ، أو تفضلا منه سبحانه ، كما مرّت الاشارة إليه.
قيل : «معنى الاستعلاء في قوله : «على هدى» مثل لتمكّنهم من الهدى ، واستقرارهم عليه ، وتمسّكهم به ؛ شبهت حالهم بحال من اعتلى الشيء وركبه ، ونحوه هو على الحق وعلى الباطل ، وقد صرّحوا بذلك في قولهم (١) : جعل الغواية مركبا وامتطى الجهل أي : اتخذ الجهل مطية.
(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
الفائزون بالبغية.
وفي الرواية المتقدم ذيلها سابقا الواردة في ترجمة الاذان عن التوحيد :
«وأما قوله : «حي على الفلاح» ، فانّه يقول : أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه ، ونجاة لا هلاك معها ، وتعالوا إلى حياة لا ـ
__________________
(١) راجع الكشاف ، ج ١ ، ص ٢٤ ؛ وأنوار التنزيل ، ص ١٠.