[بحوث حول الختم والغشاوة]
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ)
[معنى الختم والغشاوة]
الختم والكتم أخوان ؛ لأنّ في الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه كتما له وتغطية لئلا يتوصل إليه ، ولا يطلع عليه ، كما ذكره جماعة (١). وربّما يفسّر بالشدّ والطبع حتى لا يوصل إلى الشيء المختوم عليه ، ومنه ختم الباب والكتاب.
والغشاوة : الغطاء فعالة من غشاه إذا غطّاه ، وهذا البناء لما يشتمل على الشيء ؛ كالعصابة والعمامة (٢). وقرئ عشاوة بالعين المهملة والرفع من العشاء.
وعن ابن بابويه باسناده عن الرضا عليهالسلام ، قال الراوي : سألته عن قول الله عزوجل : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ) قال :
«الختم هو الطبع على قلوب الكفّار عقوبة على كفرهم ؛ كما قال الله عزوجل : [بل] (طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً.)» (٣)
__________________
(١) راجع الكشاف ، ج ١ ، ص ٢٦ ؛ وأنوار التنزيل ، ص ١١.
(٢) راجع نفس المصادر ، وهكذا مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٤٤.
(٣) الآية الاخيرة : النساء / ١٥٥ ؛ والحديث : العيون ، ج ١ ، باب ١١ ، ص ١٠٠ ، ح ١٦ عن إبراهيم بن أبي محمود ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والصافي ، ج ١ ، ص ٥٩ ؛ والبحار ، ج ٥ ، باب الهداية والاضلال ، ص ٢٠١ ، ح ٢٦ ؛ وهكذا في البرهان ونور الثقلين.