رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويبصرها خير خلق الله بعده عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.» (١) انتهى.
[اعتقاد المجبرة في الختم]
* وذكر بعض المجبرة : «أنّ أهل السنّة يعني : الاشاعرة احتجّوا بالآيتين ونظائرهما على تكليف ما لا يطاق ، وعلى أنّ الله هو الّذي خلق فيهم الداعية الموجبة للكفر ، وختم على قلوبهم ، ومنعهم عن قبول الحق والصدق ، وكل بتقديره تعالى ، (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ)(٢)».
وهذا كما ترى انهماك في الغيّ والضلال.
وذكر بعض العدليّة (٣) * في الآية ما محصّله أنّه : لا ختم ولا تغشية هناك على الحقيقة ، وإنّما هو من باب الاستعارة أو التمثيل.
أمّا الاوّل ، فأن نجعل قلوبهم ؛ لأنّ الحقّ لا ينفذ فيها ولا يخلص إلى ضمائرها من قبل إعراضهم عنه واستكبارهم عن قبوله واعتقاده ، وأسماعهم ؛ لأنها تمجّه وتنبو عن الاصغاء إليه وتعاف استماعه ، كأنّها مستوثق منها بالختم ، وأبصارهم ؛ لا تجتلي آيات الله المعروضة ودلائله المنصوبة ، كأنّما غطّي عليها ،
__________________
(١) تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ٤٠ ؛ والبحار ، ج ٤٢ ، باب جوامع معجزاته ـ عليهالسلام ـ ونوادرها ، ص ٢٧ ، ح ٧ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٥٨.
(٢) الانبياء / ٢٣.
(٣) بين النجمتين سقط عن المطبوعة ، ومكانه فيها : «وأيضا ومعنى الختم على قلوبهم أنها لا تؤمن لما علم من إصرارهم على الكفر. ويمكن أن المراد بالختم : العلامة ، وإذا انتهى الكافر من كفره والمنافق من نفاقه إلى حالة ثابتة في اعوجاجه يعلم الله أنه لا يؤمن ، فانه يعلم على قلبه علامة. وقيل : هي نكتة سوداء تشاهدها الملائكة فيعلمون بها أنه لا يؤمن بعدها فيذمّونه ، ويدعون عليه. ثم اعلم أفاد بعض أهل الفضل».