وحيل بينها وبين الادراك.
وأمّا التمثيل ، فأن نمثّل حيث لم يستنفعوا بها في الاغراض الدينيّة ، التي خلقوا من أجلها بأشياء ضرب حجاب بينها وبين الاستنفاع بها بالختم والتغطية.
وقد جعل بعض الماديين الحبسة في اللّسان والعيّ ختما عليه في شعره ، وذكر في توجيه إسناد الختم إليه سبحانه ما حاصله بأنّ القصد إلى صفة القلوب بأنّها كالمختوم عليها.
[ردّ قول المجبرة وبيان حقيقة الختم وإسناده إلى الله سبحانه]
وأمّا إسناد الختم سبحانه فللتنبيه على أن هذه الصفة في فرط تمكّنها وثبات قدمها كالشيء الخلقيّ غير العرضي ؛ كقولهم : فلان مجبول على كذا ومفطور عليه ، يريدون المبالغة في الثبات عليه. وكيف يصحّ تخيّل ما خيل وقد وردت الآية ناعية على الكفّار شناعة صفتهم وسماجة حالهم ، ونيط بذلك الوعيد بعذاب شديد؟
ويجوز أن تضرب جملة (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) كما هي مثلا ؛ كقولهم : سال به الوادي إذا هلك ، وطارت به العنقاء إذا أطال الغيبة ، وليس للوادي ولا للعنقاء عمل في هلاكه وطول غيبته ، وإنّما هو تمثيل لحال الشخص بحال من فعلا به ، فكذلك مثّلت حال قلوبهم فيما هم عليه من التجافي عن الحقّ بحال قلوب ختم الله عليها نحو قلوب الاغنام التي تشبه قلوب البهائم في الخلوّ عن الفطنة ، أو بحال قلوب البهائم أنفسها ، أو قلوب فرض ختم الله عليها حتّى لا تعي شيئا ولا تفقه من دون أن يكون لله فعل في تجافيها عن الحقّ ، ونبوها عن قبوله.
ويجوز أن يكون الاسناد إلى الله سبحانه مجازا من باب إسناد الفعل إلى أحد الملابسات كما هو شائع في كلامهم ، فهيهنا وإن كان الخاتم هو الشيطان أو