الله وإليك وإلينا ، [و] كفيتنا به مؤنة الظلمة والجبابرة وسياستنا ، وعلم الله في قلوبهم خلاف ذلك [من] مواطاة بعضهم لبعض أنهم على العداوة مقيمون ، ولدفع الامر عن مؤثره (١) مؤثرون. فأخبر الله عزوجل محمّدا صلىاللهعليهوآله عنهم ، فقال : يا محمّد صلىاللهعليهوآله! «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ الذي أمرك بنصب عليّ عليهالسلام إماما وسائسا لأمتك ومدبّرا ، وما هم بمؤمنين بذلك ، ولكنّهم مواطئون على هلاكك وهلاكه ، يوطئون أنفسهم على التمرد على عليّ عليهالسلام إن كانت به كائنة.» (٢)
وأقول :
فالظاهر بملاحظة هذه الروايات أن يكون شأن نزول هذه الآيات جماعة من المنافقين ؛ كابن أبيّ وأصحابه ، أو كالاوّل والثاني وغيرهما من المنافقين ، الذين زادوا على الكفر الباطني النفاق وإظهار ما ليس فيهم ، وبعد إلغاء الخصوصيات النزولية والاخذ بأصل المعنى فالظاهر اندراج كلّ منافق ممّن كان في زمانه صلىاللهعليهوآله إلى يوم القيامة تحت الآية ، ومنهم : الحكم بن عيينة بناء على الرواية السابقة.
[في أنّ النّفاق أقبح من الكفر]
ثمّ إنّ في ذكر قصة المنافقين في ضمن ثلاث عشر آية ، والاقتصار في صفة الكفّار على الآيتين لعلّه ايماء إلى كثرة الاهتمام بردع المنافقين. فربما يستشعر من ذلك أن النفاق أقبح من الكفر لزيادته الكذب والخديعة والاستهزاء على
__________________
(١) خ. ل : «مستحقه» أو «محقه».
(٢) تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ٤١ ؛ والبحار ، ج ٣٧ ، باب في اخبار الغدير ، ص ١٤١ ، ح ٣٦ ، والبرهان ، ج ١ ، ص ٥٩ ، ح ١.