وما ورد على ما ببالي من أن : «آيات النفاق فيمن ينتحل مودّتنا أهل البيت.» أو ما يقرب من ذلك.
وما عن كتاب صفات الشيعة باسناده عن المفضل ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام :
«إن الله تبارك وتعالى خلق المؤمنين من أصل واحد ، لا يدخل فيهم داخل ، ولا يخرج منهم خارج ، مثلهم والله مثل الرأس في الجسد ، ومثل الاصابع في الكف ، فمن رأيتم يخالف ذلك فاشهدوا عليه بتاتا أنّه منافق.» (١)
قيل : بتاتا أي : بتّا وقطعا. وعلى هذا فالمنافق هو من يظهر شأنا ومقاما من شؤون الدين ومقاماته ، مع أنّه ليس بواجد له في الواقع ، فهو يقول بلسانه أو عمله إنّه آمن بالله واليوم الآخر في مقام وشأن من الايمان وما هو بمؤمن فيه ، كما أنّه يظهر ممّا سيأتي في صفتهم في جميع ذلك المراتب النفاقية ، كما ننبّه عليه ـ إن شاء الله ـ.
[في اندراج الرّياء تحت النّفاق]
وحينئذ فيندرج تحت النفاق بالمعنى الاعمّ العبادة الريائية ، وكل عمل أظهر صاحبه أنه لله وليس له ، وكلّ ملكة أو خلق أظهر صاحبها أنه واجد لها من حيث كونه مستحسنا في الدين وليس فيه ؛ كإظهار الزهد والخوف والمحبّة لله
__________________
ـ «كلمة «ما» شرطية زمانية ، نحو : (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) (التوبة / ٧) وكذا لم يحتج إلى العائد ، ويدل على أن زيادة خشوع البدن على خشوع القلب من الرياء ، وهو من النفاق. وفى قوله : «عندنا» إيماء إلى أنه ليس بنفاق حقيقي ، بل هو خصلة مذمومة شبيهة بالنفاق.»
(١) صفات الشيعة ، الحديث الثامن والاربعون.