سبحانه وغير ذلك ، وكلّ مقام ادّعى تحقّقه بينه وبين الله سبحانه وهو خال عنه. فيكون النفاق إظهار صورة الايمان والدين من دون حقيقة.
وهذا الحصر ما سنح بالبال في باب النفاق عند تجريده عن الخصوصيات ، ولعلّه ورائه أمر أحقّ بالتصديق منه ؛ إذ النظر لا يستلزم الاصابة ، والله العالم.
[وجه المناسبة بين هذه الآية والآيات السابقة]
ثمّ إنّ وجه الاتصال بين هذه الايات وما قبلها ظاهرة ؛ إذ المنافقون داخلون تحت الكفّار إن أخذ الكفر على إطلاقه الشامل له ، فهم طائفة من هؤلاء يناسب تذييل حال الجنس بصفة الطائفة الخاصة منهم ، حتّى يتّضح الصفة المشتركة بين الطائفتين والمختصة بإحديهما ، ومقابلون لهم إن خصّصت الكفار بالكافرين من حيث الصورة والمعنى معا ، فيناسب بيان حال هذه الطائفة بعد بيان صفة الطائفتين الأخريين المقابلين لها. ولها ارتباط مع قصة المؤمنين من حيث بيان الموضوع لدلالته على أن ليس كل من يقول آمنّا بمؤمن واقعا.
ولعلّ إليه يشير كيفيّة التعبير في الآية حيث جعل صفتهم قوله : (آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) وردّه (ما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) لا بأنّهم لم يؤمنوا ، الذي هو أنسب بالمقابلة وإن كان ملاحظة التأكيد وغيره أيضا مناسبا للنحو الذي ورد عليه الآية لدلالته على إخراج ذواتهم عن عداد المؤمنين.