[تحقيق حول المخادعة مع الله والمؤمنين]
[والاثار المترتبه عليها]
(يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا)
[في معنى الخدعة]
و «الخدع» كما صرّح به بعضهم : «أن يوهم صاحبه خلاف ما يريد به من المكروه من قولهم : «ضبّ خادع». وخدع إذا أمرّ الحارش يده على باب جحره أوهمه إقباله عليه ، ثمّ خرج من باب آخر.» (١)
وقال آخر : «أصل المخادعة الاخفاء ، ومنه سمّيت الخزانة المخدع ، والاخدعان عرقان في العنق خفيّان ، وخدع الضبّ خدعا إذا توارى في حجره ، فلم يظهر إلا قليلا».
وذكر أنّ «الخديعة إظهار ما يوهم السداد والسلامة ، وإبطان ما يقتضي الاضرار بالغير أو التخليص منه». ولعلّه يرجع إليه التفسير الاول وما ذكره الطريحي بقوله : «خدعه يخدعه خدعا وخداعا أيضا بالكسر : ختله وأراد به المكروه من حيث لا يعلم ، والاسم الخديعة». هذا ، وعن تفسير الامام عليهالسلام عن الكاظم عليهالسلام بعد ما تقدم :
«فاتصل ذلك من مواطاتهم وقيلهم في عليّ عليهالسلام ، وسوء تدبيرهم عليه برسول الله صلىاللهعليهوآله ، فدعاهم فعاتبهم فاجتهدوا
__________________
(١) الكشاف ، ج ١ ، ص ٣٠.