المفاعلة بين اثنين فيلزم أن يكون الله سبحانه خادعا لهم ؛ كما ذكر في قوله سبحانه (وَهُوَ خادِعُهُمْ)(١) ، مع أنّ الخدعة ممّا لا يستحسن صدوره عنه سبحانه ؛ إذ يصحّ حينئذ أن يقال : إنّه سبحانه يعاملهم معاملة الخادع بايجاد ما في صورة الخدعة بأن يفعل بهم ما يظنون أنه خير لهم وهو في الواقع شرّ لهم ، كما أنّه ينسب إليه سبحانه لفظ المكر إن لم نجعل بناء المفاعلة هنا مصروفا عن ظاهره حتى يكون مرادفا ليخدعون مع المبالغة.
[في أنّ المرائي يخادع الله]
وبمثل ذلك ربّما يصحّ بيان ما عن ابن بابويه باسناده عن الصادق عليهالسلام ، عن أبيه عليهالسلام ، سئل (٢) فيما النجاة غدا؟ فقال :
«إنّما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم ، فانه من يخادع الله يخدعه ، ويخلع منه الايمان ، ونفسه يخدع لو يشعر.
فقيل له : كيف يخادع الله؟
فقال : يعمل بما أمر الله عزوجل به ثمّ يريد به غيره ؛ فاتقوا الرياء فانّه شرك بالله عزوجل ؛ إنّ المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء : يا كافر ، يا فاجر ، يا غادر ، يا خاسر! حبط عملك وبطل أجرك ، ولا خلاق (٣) لك اليوم ، فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له.» (٤)
__________________
(١) النساء / ١٤٢.
(٢) في المعاني والبحار ونور الثقلين : «أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ سئل».
(٣) خ. ل : «خلاص».
(٤) رواه رحمهالله في المعاني ، باب معنى مخادعة الله عزوجل ، ص ٣٤٠ ، عن ـ ـ مسعدة بن صدقة بن زياد ؛ والامالي وثواب الاعمال ؛ وهكذا في البرهان ، ج ١ ، ص ٦٠ ، ح ٢ ؛ والبحار ونور الثقلين.