قائمة الکتاب
المقدمات (5 ـ 208)
المقدمة العاشرة في نبذة ممّا جاء في تمثّل القرآن يوم القيامة
سورة الحمد (209 ـ 353)
سورة البقرة (355 ـ 647)
المخادع لا يضرّ المؤمنين بالخدعة بل يضرّ نفسه
٤٨١تفسير «اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم
البحث
البحث في مجد البيان في تفسير القرآن
إعدادات
مجد البيان في تفسير القرآن

مجد البيان في تفسير القرآن
المؤلف :آية الله الشيخ محمّد حسين الإصفهاني النجفي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة البعثة
الصفحات :663
تحمیل
والتقصير ، بل تعدّ نفسه كاملة في حضور الحق ، كأنها قد وفت بجميع حدود العبودية من دون نقص في شيء منها ، إلى غير ذلك من خداعها بالنسبة إلى ربّه وفي حدّ نفسه ، فضلا عن خداع المؤمنين باظهار شيء من ذلك وأمثاله عندهم ، أو سائر أنواع الخداع الكثيرة. وكلّها من شؤون النفاق بالمعنى المتقدّم.
ولعلّ الجامع لأفراد المخادعة هو المخالفة بين الظاهر والباطن ، وكون الاول أرجح من الثاني ، الذي ورد في شأن من كان كذلك الحكم بخفّة ميزانه على ما ببالي.
وحينئذ فقد يلاحظ ذلك فيما بين العبد وربّه بالنسبة إلى ربّه ، وقد يلاحظ كذلك بالنسبة إلى إظهار ذلك للعباد ، وقد يلاحظ ذلك بالنسبة إلى حال العباد بعضهم مع بعض ؛ كاظهار المحبة والصداقة والالفة والموافقة ، مع استبطان أضدادها بلسان أو عمل أو حال. فمنها : أن يمشي الانسان بين الناس بوجهين ولسانين ، ومنها غير ذلك ، ولها أفراد كثيرة لا يسع المقام لذكرها.
ولعلّ بعض الكلام فيما يأتى متفرّقا ـ إن شاء الله سبحانه ـ في المواضع المناسبة.
ويقابل هذه الاصناف من الخداع والنفاق الصدق في جميع المواطن والتحقق بالصديقيّة ، فانّ مرجع الخداع إلى كذب لفظي أو عملي أو حالي ، ويقابله الصدق في كل مقام مقام بحسبه.
[المخادع لا يضرّ المؤمنين بالخدعة بل يضرّ نفسه]
ثمّ إنّ جميع أفراد الخداع بالنسبة إلى المؤمنين لا يقع إلا على نفسه لو يشعر أيضا ، فإنّ الخدعة بإظهار الايمان عند الناس لو خفي عليهم فعاملوه معاملة المؤمن الكامل ، فهم في ذلك معذورون مأجورون مثابون لمكان نيّاتهم ، وصحة