[أمراض قلوب المنافقين وعللها وآثارها]
(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً)
عن الكاظم عليهالسلام :
«إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا اعتذر إليه هؤلاء بما اعتذروا به ، وتكرم عليهم بأن قبل ظواهرهم ووكلّ بواطنهم إلى ربّهم ، لكن جبرئيل أتاه فقال : يا محمّد صلىاللهعليهوآله ، العلي الاعلى يقرئك السلام (١) ، ويقول [لك] : أخرج هؤلاء المردة الذين اتصل بك عنهم في عليّ عليهالسلام ، ونكثهم لبيعته ، وتوطينهم نفوسهم على مخالفتهم أن يظهر من العجائب ما أكرمه الله به من طاعة الارض و [الجبال و] السماء له ، وسائر خلق الله بما أوقفه موقفك ، وأقامه مقامك ، ليعلموا أنّ ولي الله علي عليهالسلام غنى عنهم ، وأنه لا يكفّ عنهم انتقامه إلا بأمر الله الذي له فيه وفيهم التدبير الّذي بالغه ، والحكمة التي هو عامل بها وممض لما يوجبها.
فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله الجماعة الذين اتصل منهم (٢) ما اتصل في أمر عليّ عليهالسلام ، والمواطاة على مخالفته بالخروج ، فقال لعلي عليهالسلام لمّا استقر عند سفح بعض جبال المدينة : يا علي ،
__________________
(١) في المخطوطة والبرهان : «يقرأ عليك السلام».
(٢) في المخطوطة : «اتصله منهم» وفي التفسير والبحار : «اتصل به عنهم».