الكلام محيطا بأطراف الامراض.
[أنواع أمراض القلب وآفاته]
وحينئذ فنقول : مرض القلب هو الحالة الّتي توجب وقوع الخلل في الافعال الصادرة عنه ، أو في مطلق الآثار المترتّبة عليه ، والآفة الّتي توجب خروجه عن الوجه الّذي ينبغي أن يكون عليه بحسب طبيعته وغريزته وجبلّته في حاله أو فعله أو انفعاله أو تأثيره أو في شأن من شؤونه المقصودة منه. فمن جملة تلك الاحوال والآفات حالة تمنع من إدراك ما من شأنه إدراكه ، وعدم التصديق عند قيام الحجّة وتمام الدليل ، فهو حينئذ لا يرى ببصيرته ما من شأنه إبصاره ؛ كالعين الّتي لا يبصر ما من شأنه إبصاره بسبب العمى ، فهو عمى القلب ، ولعلّه المعبّر عنه بالشكّ والنفاق حيث فسّر بهما المرض في قوله تعالى : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ؛ إذ المرض هو الشكّ وفقدان الاعتقاد في الموضع الّذي كان مقتضى فطرة القلب وسجيّته التصديق بقيام البرهان والحجّة ، أو مشاهدة الآثار ، أو كونه من الفطرة الّتي فطر القلب عليه وأمثال ذلك ، فهذا أحد الامراض.
ومنها : حالة تمنع من الانفعالات الّتي من شأنها أن ينفعل عنها ويتأثّر بها ؛ كالقساوة المانعة عن تأثير المواعظ الّتي يليق به تأثيرها فيه ، وهو كخروج آلة السمع الحسّيّ عن الانفعال بالاصوات الّتي تقرعها الّذي هو صمم ظاهريّ ، فالاوّل صمم قلبي.
ومنها : حالة الختم الّتي باعتبارها لا يدخل فيه ما كان يرد عليه ويخرج عنه ؛ كالمعدة المريضة بالمرض المانع عن دخول الغذاء فيه وصرفه ، ودفع ما ينبغى دفعه.
ومنها : الآلام القلبيّة الواردة عليه باعتبار عروض حالات غير طبيعيّة