حسدا ، أو الضعف والجبن والخور الّتي دخلت قلوبهم ، أو الهوى الّذي ملك قلوبهم. والعصبيّة والحميّة الجاهليّة ، والكبر والعجب والخيلاء الّتي منعتهم من قبول نبوّة النبيّ صلىاللهعليهوآله.» وتلك الامور كما تمنع عن قبول الحقّ بعد ظهوره على القلب ، كذلك قد تمنع من ظهور الحقّ عليه أيضا ، فانّ حبّ الشيء يعمي ويصمّ ، ومثل الحبّ غيره ، وهو واضح بعد دقّة النظر فيما نجده من أنفسنا وغيرنا وكون الهوى شريك العمى على بعض وجوهه يشهد له.
وعلى ما ذكر فزيادة الله أمراضهم يصحّ أن يؤخذ باعتبار إيجاد الاسباب الموجبة لشدّته ؛ كاعطاء ما أعطى سبحانه نبيّنا صلىاللهعليهوآله من الملك والحشمة وقوّة الاسلام الموجبة لشدّة ظهور الحسد والغلّ والبغضاء وفعليّتها ، وظهور آثار ما في قلوبهم من الحميّة والكبر وغيرهما ، وأن يؤخذ باعتبار ما جعل الله سبحانه في جميع القوى والحالات من أنّها تزداد بالاعمال وتنقض بالاهمال كما سبق. ومرّ أيضا ما يمكن استخراج غير هذين الوجهين في المقام أيضا.
[في أنّ مرض القلب يوجب النفاق]
ثمّ إن سائر أقسام النفاق بمعنى مخالفة الظاهر للباطن على ما سبق أيضا ملازم لوجود المرض في القلب يوجب فقدان الايمان وإحداث النفاق ، ويزيد الله في مرضهم ، إمّا بالامتحانات المظهرة له والمخرجة له من القوّة إلى الفعل ومن الباطن إلى الظاهر ، أو غيره ممّا يظهر بالمقائسة إلى ما مرّ. وقد اجتمع فيهم صنفان من المرض : صنف يمنع من تحقّق حقيقة شؤون الايمان فيهم ـ وقد مرّت الاشارة إليه ـ وصنف يبعثهم على إظهار شؤون الايمان من حبّ الجاه والطمع في أموال الناس ، وحبّ المدح وخوف الذمّ ومهانة النفس وإظهار ما ظهر في المخلصين ، وأزيد منه حسدا على ممدوحيّتهم دون هؤلاء ، أو إرادة إظهار