[تحقيق حول الفساد وجواب المنافقين في منعهم عن الافساد]
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ [قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ])
عن الامام عليهالسلام أنّه قال العالم موسى عليهالسلام أنه :
«إذا قيل لهؤلاء الناكثين البيعة في يوم الغدير : (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) باظهار نكث البيعة لعباد الله المستضعفين ، فتشوّشوا عليهم دينهم ، وتحيرونهم في دينهم ومذاهبهم. (قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) ؛ لأنّا لا نعتقد دين محمّد صلىاللهعليهوآله ولا غير دين محمّد صلىاللهعليهوآله ، ونحن في الدين متحيّرون ، فنحن نرضى في الظاهر محمّدا باظهار قبول دينه وشريعته ، ونقضي في الباطن على شهواتنا فنتمتّع ونتركه ونعتق أنفسنا من دين محمّد صلىاللهعليهوآله ، ونكفّها من طاعة عليّ عليهالسلام لكي لا نذلّ في الدنيا ، كما قد توجّهنا عنده ، وإن اضمحلّ أمره كنّا قد سلّمناه على أعدائه» (١).
أقول :
يحتمل كون جملة : «إذا قيل ـ الخ» معطوفا على «يكذبون» ؛ أي : ولهم عذاب أليم بما كانوا إذا قيل لهم كذا قالوا كذا ، وأن يكون معطوفا على «يقول» أي : ومن الناس من إذا قيل لهم ، وأن يكون الواو للاستيناف ، واستوجه الاوّل
__________________
(١) راجع المصادر المذكورة فى تعليقة ٢ ص ٤٨٧.