[تأكيد لافساد المنافقين]
[(أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ)]
(أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) بما يفعلون [من] أمور أنفسهم ؛ إنّ الله تعالى يعرّف نبيّه صلىاللهعليهوآله نفاقهم ، فهو يلعنهم ، ويأمر المسلمين بلعنهم أيضا ، ولا يثق بهم أعداء المؤمنين ؛ لأنّهم يظنّون أنهم ينافقونهم أيضا كما ينافقون أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله ، فلا يرتفع لهم (١) عندهم منزلة ، ولا يحلّون عندهم بمحل الثقة (٢). كذا عنه عليهالسلام في تتمّة ما سبق.
ويحتمل أن يكون ذكر خصوص فساد أمور أنفسهم من باب ذكر أحد الافراد ، ويكون المعنى أنّهم هم المفسدون بقول مطلق ، فيعمّ إفساد أمرهم وأمر سائر الناس عليه ، فهو ردّ وتكذيب لما ذكروه من حصر حال أنفسهم في الاصلاح أبلغ ردّ ، وأحسن وآكد تكذيب حيث قوبل ذلك الدعوى باثبات الافساد المطلق لهم ، مع ما ذكر من وجود أسباب المبالغة فيه من جهة الاستيناف ، وما في كلتا الكلمتين ألا وإنّ من التأكيدين ، وتعريف الخبر ، وتوسيط الفصل ، وقوله سبحانه : (وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ). بل ربّما يستفاد منها انحصار المفسدين فيهم ، وأيضا لا ينحصر إفساد أمر أنفسهم بالوجه المذكور ، بل صلاح أمرهم في العاجل والآجل في الايمان والتسليم والوفاء بالبيعة لو كانوا يشعرون بمصالح أمورهم.
وإجراء نظير هذا الكلام في غيرهم يظهر بالنظر فيما سبق من البيان.
__________________
(١) في المخطوطة : «عليهم».
(٢) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ٢ ص ٤٨٧.