اضمحلّ أمر محمّد صلىاللهعليهوآله طحطحهم (١) أعدائه ، وأهلكهم سائر الملوك والمخالفين لمحمّد صلىاللهعليهوآله ؛ أي : فهم بهذا التعرّض لأعداء محمّد صلىاللهعليهوآله جاهلون سفهاء ؛ قال الله عزوجل : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) الاخفاء العقول والآراء ، الّذين لم ينظروا في أمر محمّد صلىاللهعليهوآله حقّ النظر فيعرفوا نبوّته ويعرفوا به صحّة ما ناطه بعليّ عليهالسلام من أمر الدين والدنيا ، حتّى بقوا لتركهم تأمّل حجج الله جاهلين ، وصاروا خائفين وجلين من محمّد صلىاللهعليهوآله وذويه (٢) ومن مخالفيهم ، لا يؤمنون أنّه ينقلب فيهلكون معه ، فهم السفهاء [حيث] لم يسلم بنفاقهم هذا لا محبّة المؤمنين ولا محبّة اليهود وسائر الكافرين ، وهم يظهرون لمحمّد صلىاللهعليهوآله موالاته وموالاة أخيه عليّ عليهالسلام ، ومعاداة أعدائهم اليهود والنواصب ، كما يظهرون لهم من معاداة محمّد صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام» (٣).
[من المخاطب في الآية ومن المراد من النّاس؟]
أقول : يحتمل أن يكون ذكر خصوص الناكثين في تفسير هذه الآية وعدّة من الآيات السابقة واللاحقة بيانا لتنزيلها ، وأنها نزلت في شأنهم بالخصوص وإن جرت في غيرهم ممّن يشاركهم على القاعدة المتقدّم إليها الاشارة في المقدّمات (٤) ،
__________________
(١) طحطح : كسر وفرق وبدد إهلاكا (قاموس).
(٢) خ. ل : وأصحابه.
(٣) تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ٤٤ و ٤٥ ؛ والبحار ، ج ٣٧ ، باب في أخبار الغدير ، ص ١٤٧ و ١٤٨ ، ح ٣٦ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٦٢.
(٤) ص ٦٤ ـ ٧٢.