به ، وتعلّق الدعوة بخصوص الايمان المشابه لايمانهم والمماثل له ، فيجري هذا القول في كلّ ناصح يدعوا إلى شأن من شؤون الايمان ، خصوصا في الاقتداء بالائمّة عليهمالسلام والتأسّي بهم كما أشرنا إليه ، بل يندرج سائر الافراد فيه ؛ لأنّ الاقتداء بهم ظاهرا وباطنا والتسليم لهم في جميع المراتب والمقامات مشتمل على جميع شعب الايمان ، ولا يخرج منها شيء أبدا ؛ إذ لو خرج منه شيء لكان إمّا لنقصان في المقتدى به من حيث الدين والايمان. وهم عليهمالسلام أرفع شأنا من أن ينسب إليهم ما يوهم النقص ، أو لوقوع المخالفة بين المأموم والامام بفقدان المأموم وإهماله ما تحقّق في الامام ، فهو غير مقتدى به في ذلك ، ومخالف للأمر بالاقتداء المطلق.
وربّما يومي إلى ذلك ما ذكر في الرواية السابقة من قوله : «وسلّموا لهذا الامام ، وسلّموا لظاهره وباطنه كما آمن الناس المؤمنون».
وحينئذ فكلّ ناصح في أمر الدين إنّما ينصح ويدعو إلى الولاية والائتمام بهم عليهمالسلام ، وهو الايمان كلّه.
[في معنى السّفاهة ومن هم السّفهاء؟]
ثمّ إنّ هؤلاء المنصوحون قالوا لأصحابهم لا لهؤلاء الناصحين على ما في الرواية ، أو قالوا للناصحين سرّا عند أمنهم على ما هو أقرب إلى ظاهر لفظ الآية على وجه الانكار : (أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ؟).
والسفاهة سخافة العقل وخفّة الحلم ، فنسبوهم إلى السفاهة ، واستنكفوا عن متابعتهم وموافقتهم. وهذا شأن كلّ من خالف المؤمنين في كلّ مرتبة من المراتب ، فالمنكرون للاسلام رأسا يعدّون المسلمين سفهاء خصوصا في ذلك العصر الاوّل حيث يظنّون أنّ أمر الاسلام لا يثبت ، وينقلب الامر على المسلمين ، ويرد على المتشمّرين لاقامة الدين والثابتين فيه المكروهات كلّها من طرف أعدائهم ،