[بحوث في كيفيّة ملاقات المنافقين مع المؤمنين ومباحثتهم]
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ)
في غاية المرام عن موفّق بن أحمد قال : روى أبو صالح عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ :
«انّ عبد الله بن أبيّ وأصحابه خرجوا ، فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال عبد الله بن أبيّ لأصحابه : انظروا كيف أردّ (١) ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وسيّد بني هاشم خلا رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ : يا عبد الله ، اتّق الله ولا تنافق ، فانّ المنافق شرّ خلق الله تعالى.
فقال : يا أبا الحسن ، والله إن إيماننا كايمانكم. ثم تفرقوا فقال عبد الله بن ابيّ لاصحابه : كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه خيرا ، فأنزل الله على رسوله صلىاللهعليهوآله : «إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا ـ الآية» (٢).
__________________
(١) قال المؤلف (ره) في الهامش : «كذا وجد ، والظاهر وقوع السقط. ويحتمل أن يكون كذا : أرده ، ثم قال : يابن عم ...» وفي المناقب : «أراد».
(٢) غاية المرام ، الباب الحادي عشر ومائة من المقصد الثاني ، ص ٣٩٥ ؛ وقد أخرجه الخوارزمي في المناقب ، الفصل السابع عشر ، ص ١٩٦ ؛ وكذا رواه ابن شهر آشوب (ره) في المناقب ، ج ٣ ، ص ٩٤ ، بهذا الاسناد عن تفسير الثعلبي.