عليهالسلام [ما] يمكنهم ايصاله إليهما إلا بلغوه.» كذا في ذيل الرواية السابقة من قبل (١).
[في معاني المدّ والطّغيان والعمه]
وقال القميّ فيه : «أي : يدعهم» (٢) كأنّه فسّر المد بالدعة ، وأصله إمّا «من مدّ الجيش وأمدّه إذا زاده ، وألحق به ما يقوّيه ويكثره ، وكذلك مدّ الدواة وأمدّها زادها ما يصلحها ، ومددت السراج والارض إذا استصلحتهما بالزيت والسماد ، ومدّه الشيطان في الغي إذا واصله بالوساوس حتّى يتلاحق غيّه ، ويزداد انهماكا فيه.» ، أو من «مدّ الله في عمره ، ومدّه في غيّه ؛ أي : أمهله وطوّل له» على ما نصّ عليه الجوهري وإن أنكر في الكشّاف (٣) ذلك ، وذكر : «أنّ الذي بمعنى أمهله إنّما هو مدّ له مع اللام كأملى له» بعد أن استدلّ على تعيين الاوّل بقرائة «ابن كثير» و «ابن محيص» ويمدّهم من الامداد ، وقرائة «نافع» واخوانهم يمدّونهم ، مع أنّه لم يستعمل أمدّ من المدّ ، بل من المدد على ما ذكره بعض المحشّين عليه في تعميم وجه الاستدلال والاخير غير تامّ الدلالة بعد كون الظاهر وحدة القرائة الواقعيّة وأنّ الاختلاف من قبل الرواة ، فلا يثبت ببعض القرائات حال البعض الآخر.
وما ذكره من عدم كونه متعدّيا بنفسه بعد مخالفته لظاهر كلام الجوهري غير ثابت على أنّ الحمل على الحذف والايصال أيضا ممكن وإن كان خلاف الظاهر.
ومنه يظهر النظر في السؤال والجواب الّذين أوردهما (٤) بقوله : «فما حملهم
__________________
(١) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ٣ ص ٥٢٢.
(٢) القمي ، ج ١ ، ص ٣٤ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٣٥.
(٣) الكشاف ، ج ١ ، ص ٣٥.
(٤) نفس المصدر ، ص ٣٦.