[بحوث حول الضّلالة والهداية]
[وتجارة المنافقين باشتراء الاولى بالاخرى]
[(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ)] «أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى ، باعوا دين الله ، واعتاضوا منه الكفر بالله (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) ؛ أي : ما ربحوا في تجارتهم في الآخرة لأنّهم اشتروا النار وأصناف عذابها بالجنّة الّتي كانت معدّة لهم لو آمنوا ، (وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) إلى الحقّ والصواب.» (١) كذا عن العالم عليهالسلام فيما ربّما يحكى من تفسير الامام عليهالسلام.
وفي تفسير القميّ :
«الضلالة هيهنا : الحيرة ، والهدى : [هو] البيان ، فاختاروا الحيرة والضلالة على الهدى والبيان.» (٢)
[كيفيّة اشتراء الضّلالة بالهدى]
أقول : اشتراء الضلالة التي هي ضدّ الرشاد ، وفقد الاهتداء ، والجور عن القصد ؛ اختيارها عليه ، واستبدالها به ؛ إذ حقيقة الاشتراء إعطاء شيء وأخذ شيء مكانه ، فهؤلاء تركوا الهدى وأخذوا الضلالة مكانه بعد تمكّنهم من الهدى ، وقدرتهم عليه ، فكأنّهم كانوا مالكين له مسلّطين عليه ، فأعرضوا عنها وتركوها ،
__________________
(١) تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ٤٧ ـ ٤٨ ؛ والصافي ، ج ١ ، ص ٦٣ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٦٤.
(٢) القمي ، ج ١ ، ص ٣٤ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٦٤.