[في معنى الاضاءة]
(فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ)
الاضاءة : فرط الانارة ، كما يؤيّده قوله سبحانه : (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً.)(١)
والظاهر كون «ما» موصولة ، وهو مفعول أضاءت ، وإن احتمل أن يكون الفعل لازما ، والموصولة فاعله ، والتأنيث باعتبار المعنى ؛ لأنّ ما حول المستوقد أماكن وأشياء ، وأن يستتر في الفعل فاعله ، ويكون «ما» مزيدة أو موصولة بمعنى الامكنة. وعلى كلّ حال ف «حوله» منصوب على الظرف ، وتأليفه للدوران والاطافة ، ولاجله قيل للعام حول ؛ لانّه يدور. كذا ذكروه (٢).
(ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ [وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ)]
يحتمل أن يكون جواب «لمّا» ، فيكون الضمير راجعا إلى الّذي استوقد باعتبار المعنى بناء على كونه جمعا في المعنى ، ويكون إفراد الضمير سابقا باعتبار اللّفظ. كذا ذكروه.
ولعلّ الاولى منه ما ذكر من إرادة الجنس ، ويكون توحيد الضمير أولا باعتبار ملاحظة الجنس أمرا واحدا بالوحدة الصنفيّة ، وجمعه ثانيا باعتبار ملاحظة تحقّقه في ضمن الجماعة ، ووجوده في ضمن عدّة أشخاص فرضوا مستوقدين ، وليس هذا من الاستخدام في شيء ، كما هو ظاهر ، وكذا الكلام في قوله سبحانه : (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ).
وترك بمعنى : طرح وخلى إذا علّق بواحد ، فاذا علّق بشيئين كان مضمّنا
__________________
(١) يونس / ٥.
(٢) الكشاف ، ج ١ ، ص ٣٨.