السرمد. ويؤكّد وجه المشابهة بين إضائة النار ما حوله وبين المنافع القليلة التي ظهرت في الخارج أنّ الخارج هو محلّ استيقادهم النار ؛ إذ ليس لهم من الاسلام إلا الظواهر الخارجيّة ، وهي ممّا تضيء ما حوله من الآثار الظاهريّة ، ولا تمتدّ إلى سائر الاطراف.
وحينئذ فيصحّ أن يجعل ذهاب نورهم أنّ وراء استضائتهم بنور هذه الكلمة ظلمة النفاق الباطنيّ المؤدية إلى ظلمات البرزخ والقيامة والعقاب ، فيكون بين الحالين في المنافقين باعتبار عالم الظاهر والباطن ، وفي المستوقد زمانيّا.
وإذهاب الله نورهم عن الباطن مع أنّه لم يكن قطّ مستنيرا ، يمكن أن يكون باعتبار منع الحقّ من تأثير هذه الصور الاسلاميّة الصادرة منهم من دون حقيقة عن نفوذه في الباطن ، وتنويره إيّاه بنور الايمان ، أو باعتبار الطبع والختم الواقعين على بواطنهم وغيرهما من سائر أسباب الظلمة الباطنيّة.
وربّما يذكر في هنا وجه مشابهة آخر يكون به مطابقا لما سبق من اشترائهم الضلالة بالهدى ، وذلك بأن يمثّل هداهم الذي باعوه بالنار المضيئة ما حول المستوقد والضلالة التي اشتروها ، والطبع الواقع على قلوبهم بذهاب الله بنورهم ، وتركهم في الظلمات.
[وجوه المشابهة بين النّار والدّين]
ثمّ إنّ التأمّل التامّ في حال مستوقد النار يؤدّي إلى أنّه يطلب أمرا يظهر به نور ، ويترتّب عليه منافع من دفع البرودة ، وإنضاج ما ليس بمنضج ، وتلطيف ما ليس بلطيف ، وتأليف ما ليس بمؤتلف ، وإحالة ما يتشبّث به ، وتصعيد أجزائه إلى السماء.
وإذا تأمّلت في حال دين الاسلام بتمام شؤونه الظاهريّة والباطنيّة ، فربّما