ولعلّك تطّلع على تفصيله في سائر المواضع ـ إن شاء الله سبحانه ـ ، هذا.
[روايات حول تفسير الآية]
ويؤيّد بعض ما ذكرنا هنا ما روي عن الكاظم عليهالسلام أنّه قال :
«مثل هؤلاء المنافقون كمثل الّذي استوقد نارا أبصر بها ما حوله ، فلمّا أبصر ما حوله ذهب الله بنورهم بريح أرسلها فأطفأها ، أو مطر ، كذلك مثل هؤلاء المنافقين لمّا أخذ الله عليهم من البيعة لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام أعطوا ظاهرها شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأن محمّدا صلىاللهعليهوآله عبده ورسوله ، وأنّ عليّا وليّه ووصيّه ووارثه ، وخليفته في أمّته ، وقاضي دينه ، ومنجز عداته والقائم بسياسة عباد الله مقامه. فورث مواريث المسلمين بها ، ونكح في المسلمين بها ، فوالوه من أجلها ، وأحسنوا عنه (١) الدفاع بسببها ، واتّخذوه أخا يصونونه ممّا يصونون عنه أنفسهم بسماعهم منه لها. فلمّا جاءه الموت وقع في حكم ربّ العالمين ، العالم بالاسرار الّذي لا تخفى عليه خافية ، فأخذهم بعذاب باطن كفرهم ، فذلك حين ذهب نورهم ، وصاروا في ظلمات عذاب الله ، ظلمات أحكام الآخرة ، لا يرون منها خروجا ، ولا يجدون عنها محيصا» (٢).
وإذا دقّقت النظر في هذه الرواية وجدت مساقها جارية على سائر مراتب النفاق
__________________
(١) في المخطوطة والبرهان : «عنها».
(٢) تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ص ٥٠ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٦٤ ـ ٦٥.