الامر عليهم ، ليكون أبلغ ؛ كما في قوله تعالى : (كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ)(١).
وقيل : هذا الاعتراض من جملة أحوال المشبّه على أنّ المراد بالكافرين المنافقين ، وأنّهم من عذاب الله في الآخرة وقدرته على إهلاكه إيّاهم في الدنيا بحيث لا مدفع له ، ووسّط بين أحوال المشبّه به تنبيها على شدّة الاتّصال وفرط التناسب.
[وجوه تشبيه المنافقين بما أصابه الصيب]
ثمّ إنّ الكلام في هذا التشبيه نظير ما قدّمناه في التشبيه الاوّل ، وأنّ المناسب بيان تطبيق المفردات والهيئة التركيبيّة معا. فنقول في المقام الاوّل : قد يقال : شبّه دين الاسلام بالصيّب ؛ لأنّ القلوب تحيى به حياة الارض بالمطر ، وما يتعلّق به من شبه الكفّار بالظلمات ، وما فيه من الوعد والوعيد بالرعد والبرق ، وما يصيب الكفرة من الافزاع والبلايا والفتن من جهة أهل الاسلام بالصواعق ؛ أو الظلمات بما في إسلامهم من إبطان الكفر ، وما فيه من الرعد بما في الاسلام من فرض الجهاد وخوف القتل ، وبما يخافونه من وعيد الاخرة لشكّهم في دينهم ، وما فيه من البرق بما في إظهار الاسلام من حقن دمائهم ومناكحتهم وموارثتهم ، وما فيه من الصواعق بما في الاسلام من الزواجر بالعقاب في الآجل والعاجل ؛ وقوّي ذلك بما روي عن الحسن أنّه : «مثل إسلام المنافق كصيّب هذا وصفه» ؛ أو أنّه شبّه المطر المنزل من السماء بالقرآن ، وما فيه من الظلمات بما في القرآن من الابتلاء ، وما فيه من الرعد بما في القرآن من الزجر ، وما فيه من البرق بما فيه من البيان ، وما فيه من الصواعق بما في القرآن من الوعيد آجلا والدعاء
__________________
(١) آل عمران / ١١٧.