[تحقيق حول الخطف والشيء وبيان قدرة الله سبحانه]
(يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ)
[في معنى الخطف ووجه خطف أبصار المنافقين]
«الخطاف» على ما في الصحاح هو : الاستلاب ، وفسّر بالاخذ باستلاب ، وبالاخذ بسرعة ، وهما قريبان من التفسير الاوّل.
وفي تتمّة الرواية السابقة :
«وهذا مثل قوم ابتلوا ببرق فلم يغضّوا عنه (١) أبصارهم ، ولم يستتروا (٢) منه وجوههم لتسلم عيونهم من تلألئه ، ولم ينظروا إلى الطريق الّذي يريدون أن يتخلّصوا فيه بضوء البرق ، ولكنّهم نظروا إلى نفس البرق يكاد يخطف أبصارهم ، فكذلك هؤلاء المنافقون يكاد ما في القرآن من الآيات المحكمة الدالّة على نبوّتك ، الموضحة عن صدقك في نصب عليّ عليهالسلام إماما ، ويكاد ما يشاهدونه منك يا محمّد صلىاللهعليهوآله ومن أخيك عليّ عليهالسلام من المعجزات الدالات على أنّ أمرك وأمره هو الحقّ [الّذي] لا ريب [فيه] ، ثمّ هم مع ذلك لا ينظرون في دلائل ما يشاهدون من آيات القرآن وآياتك وآيات أخيك عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ؛ يكاد ذهابهم عن الحقّ في
__________________
(١) في المخطوطة والبرهان : «عنها».
(٢) في التفسير : «لم يستروا» ، استظهره المصنف (ره) في الهامش.