[تحقيق حول معاني]
[النّداء والعبادة والخلق والتّرجّي]
(يا أَيُّهَا النَّاسُ)
«يعني : سائر المكلّفين من ولد آدم عليهالسلام». كما ربّما يحكى عن تفسير الامام عليهالسلام (١).
وفيه ردّ على ما ذكره في الكشّاف (٢) وتبعه غيره من أنّه خطاب لمشركي مكّة ، تعويلا على رواية «علقمة» أنّ : «كلّ شيء نزل [فيه] (يا أَيُّهَا النَّاس) فهو مكي ، و (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) مدني ؛ مع أنّه لا يلزم منه ما فرّعه عليه إلا بتكلّف ، والرواية ضعيفة سندا موهونة متنا بالمخالفة لما هو المنقول في محلّ نزول السور إن أريد بها ظاهرها ، وإن أريد بها تعلّق الخطاب ب (يا أَيُّهَا النَّاسُ) بمشركي مكّة ، سواء كان نزولها بمكّة أو بالمدينة ، فهو مخالف لظاهر لفظ الكتاب المقتضي للشمول لغيرهم أيضا. فالتعميم هو الاولى.
[حقيقة نداء الله سبحانه عباده وكيفيّة تأثير النّداء عليهم]
و «يا» حرف موضوع لنداء البعيد في أصله كما ذكر بعضهم (٣) ولعلّه المشهور ،
__________________
(١) تفسير الامام ـ عليهالسلام ـ ، ص ٥٢ ، عن علي بن الحسين ـ عليهالسلام ـ ؛ والبرهان ، ج ١ ، ص ٦٦.
(٢) الكشاف ، ج ١ ، ص ٤٤.
(٣) الكشاف ، ج ١ ، ص ٤٤.