[تحقيق حول الأرض والفراش والسّماء والبناء]
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً)
[في معنى الفراش وبيان وجه إطلاقه على الأرض وكيفيّة جعلها فراشا] عن ابن بابويه باسناده عن العسكري ، عن آبائه ، عن السجّاد عليهالسلام في الآية :
«جعلها ملائمة لطبائعكم موافقة لأجسادكم ، ولم يجعلها شديدة الحمى والحرارة فتحرقكم ، ولا شديدة البرودة فتجمدكم ، ولا شديدة طيب الريح فتصدّع هاماتكم ، ولا شديدة النتن فتعطبكم ، ولا شديدة اللّين كالماء فتغرقكم ، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم ؛ ولكنّه عزوجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون ، وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم ، وجعل فيها ما ينقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم. فلذلك جعل الارض فراشا لكم.
ثمّ قال عزوجل : (وَالسَّماءَ بِناءً) ؛ [أي :] سقفا من فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم. ثمّ قال تعالى : (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) يعني : المطر ينزله من على ليبلغ قلل جبالكم وقلالكم وهضابكم (١) وأوهادكم ،
__________________
(١) الهضبة ـ بالفتح فالسكون ـ : الجبل المنبسط على وجه الارض ، والجمع هضب وهضاب.