[(وَالسَّماءَ بِناءً)]
[في معنى البناء وكيفيّة بناء السّماء]
و «البناء» مصدر سمّي به المبنى بيتا ، كان من طين ولبن ، أو قبّة كالخيمة ، أو خباء ، أو طرافا ، وأبنية العرب على ما ذكره الجوهري : طراف وأخبية ، فالطراف من أدم والخباء من صوف أو أدم : ومنه بنى على امرأته ؛ لأنّ الاصل فيه على ما ذكره أيضا أنّ الداخل بأهله كان يضرب عليها قبّة ليلة دخوله بها ، فقيل لكلّ داخل بأهله بان ، فالسماء حينئذ بناء كالقبّة المضروبة والخيمة المطينة على قرار الارض الّتي هي الفراش ، كما يظهر بملاحظة إحاطتها بالارض مع ارتفاعها عنها ، وكونها محددة لما يتعلّق بها من الاقطار والابعاد ، وكونها حافظة لها عن ورود المنافيات عليها على ما هو الظاهر من ارتباط بقاء الارض على ما هو عليها بها ، واشتمالها على الشمس التي هي السراج والقمر الذي هو النور ، والنجوم كالسقف المعلّق عليها المصابيح ، وعلى سائر المنافع التي تصل إلى الانسان بتوسّط السماء ، وما فيها من الخواص المترتّبة عليها ، وعلى التغيرات العارضة لها في الحركات والانتقالات ، وتنقل الاحوال ممّا فصّل في محاله.
ثمّ المراد ... (١).
__________________
(١) هذا آخر ما وجدناه بخطه المبارك ـ قدس الله روحه الشريف ـ.