تتجسّم في النشأة البرزخيّة وعالم القيامة.
[مراتب القرآن على ما ذكر بعض العارفين]
وذكر بعض العارفين للتفسير ستّ مراتب : الظاهر ، وظاهر الظاهر ، والباطن وباطن الباطن ، والتأويل ، وباطن التأويل ، وقال (ره) في بيانها :
«الظاهر معروف ، وظاهر الظاهر هو ما يؤخذ من مادّة الكلمة أي : من حروفها. ويراد منها معنى وإن كان مخالفا لقاعدة أهل اللّغة ؛ كما في قوله تعالى :
(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً.)(١)
ففي تفسير الظاهر أنّ «الجبال» جمع «جبل» وهو معروف ، وفي تفسير ظاهر الظاهر أنّ «الجبال» جمع «جبلّة» وهي الطبيعة ، وفي تفسير التأويل «الجبال» الاجساد الحيوانيّة من الانسان وغيرها. و «النحل» في الظاهر معروف ، وفي الباطن آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، وفي التأويل نفوس العلماء وفي ظاهر الظاهر النفوس الّتى لها قدرة على الانتحال أي : الاختيار الحسن ؛ كما في قوله تعالى : (فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)(٢) بقرينة قوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ ...).
وأمّا التأويل ، فأن تصرف كلاما عن ظاهره على معنى آخر لم يرد منه ظاهرا كما قال عليّ عليهالسلام في ذكر قيام القائم [عليهالسلام] :
«وما ينالون ما أدركوه من العلم بحيث يستغني كلّ منهم عن علم الآخر.»
قال عليهالسلام :
«وهو تأويل قوله تعالى : (يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ.)» (٣)
__________________
(١) النحل / ٦٨.
(٢) الزمر / ١٨.
(٣) النساء / ١٣٠.