[في أنّ للقرآن محكما ومتشابها ، وناسخا ومنسوخا ، وسننا وأمثالا ، وفصلا ووصلا ، وأحرفا وتصريفا وما جاء فيها]
وأمّا المحكم ، فالظاهر أنّه الكلام الدالّ على المراد منه بالصراحة أو الظهور بحيث يفهم منه المعنى المقصود منه ، ولو بما اكتنف من القرائن الحاليّة والمقاليّة ، فيكون المتشابه هو ما لا يدلّ عليه كذلك ، سواء لم يكن ظاهرا في شيء أصلا ، كالحروف المقطّعة على كثير من الاحتمالات ، أو كان موهما لما لا يراد منه ؛ كقوله تعالى :
(الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى.)(١)
والمنسوخ ، هو الآية الدالّة على حكم كان ثابتا بحيث يترائى منه الدوام ، ثمّ رفع.
والناسخ ، ما اشتمل على الرافع له.
وعن الكليني في الكافي بسنده عن محمّد بن سالم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«إنّ أناسا تكلّموا في القرآن بغير علم ، وذلك أنّ الله يقول : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ.)(٢) فالمنسوخات من المتشابهات ، والناسخات من المحكمات ـ الحديث.» (٣)
__________________
(١) طه / ٥.
(٢) آل عمران / ٧.
(٣) الكافي ، ج ٢ ، ص ٢٨ ، ح ١ ؛ والوسائل ، ج ١٨ ، باب ١٣ من أبواب صفات القاضي ، ص ١٣٤ ، ح ١٨.